| المؤلف | |
|---|---|
| الناشر | |
| القسم | |
| تاريخ النشر |
05 أبريل 2012 |
| اللغه |
العربية |
| حجم الكتاب |
12.36 ميجا بايت |
| عدد الصفحات |
756 صفحة |
إذا كنت من محبي الغموض والدراما الطبية، فلن ترغب في تفويت مراجعة هذا الكتاب. نحن نتعمق في العمل الأقل شهرة لمؤلف “دكتور زيفاجو” للمؤلف بوريس باسترناك، “مساعد الدكتور زيفاجو”. استعد لرحلة مثيرة عبر عالم الطب والمكائد في الحقبة السوفيتية.
تدور قصة رواية “دكتور جيفاغو” للكاتب الروسي بوريس باسترناك حول حياة الطبيب الشاب يوري، الذي يعاني من الصراعات الداخلية والخارجية في فترة الثورة الروسية في بداية القرن العشرين. يتمتع يوري بموهبة كتابة الشعر ويقع في حب لارا، التي تشكل جزءًا من حكاية حب ملحمية في أثناء الصراعات السياسية في البلاد. تنتهي الرواية بمقتل يوري في ظروف غامضة وحزينة. تتميز الرواية بأسلوبها الجميل والمؤثر، إضافة إلى صفات شخصياتها المعقدة وتأثيرها القوي على الأحداث. يجد القارئ نفسه في رحلة شيقة وملحمية إلى عالم الثورة والحرب والحب في رواية متعددة الطبقات.
تأثر الأدب العالمي بشكل كبير برواية دكتور جيفاغو للروائي الروسي بوريس باسترناك، حيث تم منح الرواية جائزة نوبل للأدب في عام 1958، وذلك نظرًا لما تحمله الرواية من قيمة أدبية وثقافية عالية. وقد كان لتأثير هذه الرواية في الأدب العالمي تأثير ملموس، حيث اعتبرها العديد من النقاد والأدباء واحدة من أهم الروايات العالمية على الإطلاق، وذلك بسبب قدرتها على إظهار الصراع الداخلي للإنسان ومعاناته في عزلته عن العالم الخارجي. وتعد رواية دكتور جيفاغو إحدى الروايات العالمية الأكثر أهمية على الإطلاق، والتي لن تنتهي مع الزمن بل ستبقى واحدة من أهم الأعمال الأدبية.
لقد حققت رواية دكتور جيفاغو بوريس باسترناك شهرة واسعة في الأدب العالمي، وقد تم تحويلها إلى عدة أعمال سينمائية وتلفزيونية. وقد بدأت التحويلات السينمائية للرواية في عام 1965، حيث قام المخرج البريطاني ديفيد لين بتحويل الرواية إلى فيلم سينمائي ناجح حصل على خمس جوائز أوسكار، بينما قامت شركة BBC بتحويل الرواية إلى العديد من المسلسلات التلفزيونية، كما قامت شركة MGM بإنتاج فيلم ثان بعنوان “دكتور جيفاغو” في عام 2002، إلا أنه لم يحقق نجاحًا مثل الفيلم الأول. وقد أثرت هذه التحويلات السينمائية في إضفاء نوعًا من الشهرة على الرواية وزيادة انتشارها لدى الجمهور.
يتضمن الجانب السيرة الذاتية من رواية “دكتور جيفاكو” للروائي الروسي بوريس باسترناك، حكاية حياة يوري جيفاكو ومشاركته في الحرب العالمية الأولى، تعرضه للجراح واستشفاءه في جنوب روسيا، وزواجه من زميلته في الدراسة. كما يوثق الكاتب سيرة الشخصيات الوهمية والحقيقية التي ظهرت في الرواية، بما في ذلك يوري جيفاكو نفسه ومن يعرفه من العائلة والأصدقاء. ومع ذلك، ليس المتعة الوحيدة في رواية باسترناك تأتي من مشاهدة ما حدث في حياة جيفاكو على الورق، وإنما من العرض الذي يتقنه الكاتب لأحداث التاريخ والسياق الذي أدى إلى ثورة أكتوبر وصعوبات ما بعدها.
تتميز رواية “دكتور جيفاكو” لبوريس باسترناك بشخصياتها الغنية والمتعددة الأوجه، حيث يتمحور النزاع الرئيسي في الرواية حول الشخصيات الرئيسية، بما في ذلك دكتور يوري زيفاجو ولارا أنطويل، حيث تتناقل الأحداث بينهما. تُصوّر الشخصيات بشكل مفصّل وشامل، حيث تقدم كل منها صفات مميزة ومتناقضة. يثير الكاتب ذلك التناقض الداخلي والابتعاد عن النمطية بالشخصيات، مما يتيح للقارئ فهم العالم الذي يعيش فيه الشخصيات والتأثير الذي يمكن أن يظهر على التحولات التي تحدث في الحرب والانقسامات الاجتماعية والثقافية. إن صفات شخصيات الرواية تؤثر بشكل كبير على الأحداث في الرواية، حيث يتم استخدام تفاصيلهم الشخصية لخلق قصة غنية مليئة بالدراما والتشويق.
يأخذ الكاتب بوريس باسترناك القارئ في رحلة عبر التاريخ الروسي المضطرب من خلال روايته “دكتور جيفاكو”. يتمحور الزمن في الرواية حول فترة الثورة الروسية والحرب الأهلية التي اندلعت في البلاد. يمثل المكان الذي يجري فيه كل هذا التحول التاريخي الكبير، هو موسكو ومنطقة أورال الجبلية وصولاً إلى منطقة القطب الشمالي. يصف باسترناك ببراعة الأماكن والزمان والتغيرات الجذرية التي حدثت في المجتمع الروسي. هذا يفسح المجال للقارئ ليتخيل ويتمعن في البيئة الملتهبة رسميًا في رواية دكتور جيفاكو.
يتميز أسلوب السرد في رواية “دكتور جيفاغو” لبوريس باسترناك بالاتساع والاستمرارية، حيث يعتمد الكاتب على استخدام العديد من الشخصيات المتنوعة تارة، والتحولات الزمنية والمكانية تارة أخرى، لإثراء الأحداث وتأسيس الأسلوب الروائي. بالإضافة إلى فن استخدام التعابير اللغوية الغنية والهادفة، حيث يتم استخدام الأسلوب الوصفي لتوضيح تفاصيل الحدث وجوانب الشخصيات، بالإضافة إلى استخدام أسلوب الحوارات الذي يصف بشكل جيد ومفصل شخصيات الرواية ومعتقداتهم وتفاصيل حياتهم، مما يضفي عمقًا وواقعية على الرواية. ويستخدم باسترناك أيضًا المقارنات والتشبيهات بطريقة ذكية ومعبرة، مما يجعل الصور الروائية أكثر إثارة وتأثيرًا. يعد أسلوب السرد واللغة المستخدمة في رواية “دكتور جيفاغو” من أبرز مميزاتها ومن العوامل التي أهلتها لنيل عدد من جوائز الأدب العالمي.
تعتبر رواية دكتور جيفاغو للكاتب الروسي بوريس باسترناك من الأعمال الأدبية العالمية الرائعة، حيث تتضمن رسالة إنسانية وأخلاقية قوية. يتناول الكتاب قضية البؤس والشقاء، ويسلط الضوء على الظروف الصعبة التي يعاني منها شريحة كبيرة من المجتمع ويتركز الكتاب على النضال والقوة الداخلية للأفراد في التغلب على المحن. يستطيع القارئ الاستلهام من قيم النضال والعزيمة التي يحملها الشخصيات الرئيسية في الكتاب. إذا، فإن الرسالة الإنسانية والأخلاقية المنتشرة في الرواية ستلهم وتحفز القارئ لاستكشاف وتحقيق أماله وتحدياته الشخصية.
الجانب الأكثر تميزًا في رواية دكتور جيفاغو بوريس باسترناك هو قدرتها على استقطاب عدد كبير من الموضوعات المهمة والأفكار التي تسلط الضوء على معانيها العميقة. ويتناول هذا الجانب شخصيات الرواية بشكل كبير، فمن خلال تقديمه للشخصيات وما يحدث لها يُظهِر الروائي حجم الألم الذي تعيشه المجتمعات والناس في الحياة. إذ يتمحور الموضوع الرئيسي للرواية حول الحب وقضية العدالة الاجتماعية، فهي تتناول موضوع الثورات الاجتماعية وكيف أنها تؤدي إلى عدم الاستقرار في المجتمعات، كما تتحدث عن قضايا الصراع بين الفرد والمجتمع والسلطات الحاكمة، وتعكس رؤية المؤلف للحب على مدار الرواية بشكل واضح للقارئ. وتتميز الرواية بالعمق الفلسفي الذي يتناول مفاهيم مثل الوجود واللاوجود والحرية والإرادة والخطأ والصواب والحقيقة والوعي. إنها رواية تجعل القارئ يغوص في عالم الإنسانية ويتعرف على مفاهيمها المعقدة بشكل مثير وذي قيمة.
لا يوجد إقتباسات حالياً
