| المؤلف | |
|---|---|
| الناشر |
غير معروف |
| القسم | |
| تاريخ النشر |
17 نوفمبر 2007 |
| اللغه |
العربية |
| حجم الكتاب |
1.29 ميجا بايت |
| عدد الصفحات |
87 صفحة |
قصة موسى عليه السلام هي واحدة من أشهر القصص في الإسلام، فهي تحكي قصة حبيب الله موسى عليه السلام ورحلته في الطريق إلى تحقيق مهمته التي أوكلها إليها الله. عندما كان موسى عليه السلام طفلاً، نجا من قتل فرعون لجميع المولودات المذكورة في سفر الخروج (Exodus)، وترعرع بشكل صالح. ثم، بعد نضج سنوات، تحديدًا عند بلوغ سن 40، استدعى الله موسى إلى جبال سيناء لإعطائه رسالته. في هذا المقال، سأستعرض قصة موسى عليه السَّلاَم، ومؤثِّرات هذا المُصْطَفَى – لأظْهِرَ قَدْرَة َالإِسْلاَمِ و أخُلاُقِ رُجُــالِ دِــــ ر .
نشأ النبي موسى عليه السلام في قصر فرعون، حيث كان يُظلم ويُعذّب شعب بني إسرائيل على يد فرعون، فكانت إحدى قواعد النظام التي أقامها بقتل المواليد الذكور منهم. ولذلك، كانت أم موسى تخاف على حياة ابنها، فألقت به في نهر النيل، ولكن الله حفظه وتربا بقصر فرعون ليكون ضمن أعلى شرائح المجتمع المصري. وفي ظل هذا المحيط، نشأ موسى عليه السلام على علم بأنه ليس ابن فرعون، وهو مما جعله يتعجب من هذه الظلم الكبير والطغيان الذي كان يمارسه فرعون على شعب بني إسرائيل.
تحكي القصص الدينية عن رعاية زوجة فرعون لموسى عليه السلام، حيث اختارته لتربيته وتعليمه فنشأ في ظل حراسة الجواري وفي ظلال قصر فرعون. وقد كانت آسيا بنت مزاحم زوجة فرعون الثاني، وقد علّقت قلبها على موسى منذ أول مرة رأته. وبفضل رعايتها الدائمة، نشأ موسى نبيا صالحا يعرف الله عز وجل ويفهم آياته. وفيما كان يعاني بنو إسرائيل من ظلم فرعون وطغيانه، كانت آسيا تصرخ داخلياً بسبب حزنها لمَن يتعرضون للظلم والاضطهاد. علاوة على ذلك، فإن رضاعة موسى كانت من أمه الحقيقية، فلما تم نزعه من حضنها، أسندت آسيا إلى أم موسى رعايته الكاملة، فتربى بمحبة ورعاية من زوجة فرعون. هذه هي جانب من قصة موسى عليه السلام التي تلهم كل من يسمعها بقوة الإيمان والمحبة لله وعظمة الأمور التي يقودها الله.
تعرض بنو إسرائيل لظلم وطغيان شديدين من قبل فرعون خلال فترة حكمهم في مصر. فقد انتقل فرعون إلى قتل مواليد بني إسرائيل الذكور وترك نساءهم، بالإضافة إلى استحيائه النساء من القوم الذين كانوا يحملون نفس الإيمان الذي كان يدين به موسى عليه السلام. كان فرعون يعمل على القضاء على الهوية الدينية والثقافية للبني إسرائيل، بينما يحمي هويتهم العرقية للتحكم بهم بشكل أفضل. ولكن بالرغم من ظلمه وظلم الأضداد له، أنشأ الله الأحداث التي ساعدت موسى عليه السلام في تحقيق النصر لبني إسرائيل والتحرر من قبضة فرعون.
رأى موسى -عليه السلام- رجلين يتشاجران، أحدهما من بني إسرائيل والآخر من قوم فرعون، وكان هذا الفرعوني يريد أن يجبر الرجل من بني إسرائيل على الخضوع له وأن يحترمه، ولكن موسى -عليه السلام- قام بحماية الرجل الذي كان من بني إسرائيل وجعل الفرعوني يرحل. ومن هذه المشاجرة بدأ موسى -عليه السلام- في إدراك المسؤولية التي أعطاها الله لإنقاذ شعبه من ظلم فرعون وإعادة حقوقهم المسلوبة، وهو ما دفعه للعمل على الدعوة إلى الله وتحرير بني إسرائيل من العبودية والظلم الذي يمارسه فرعون.
فيما كان سيدنا موسى يسير في الصحراء، توجه إلى نار بعيدة من أجل حواره مع الله عز وجل، وقد اختاره الله سبحانه وتعالى ليكون رسولاً له وينقل رسالته لفرعون، وهكذا عاد موسى إلى فرعون برسالة من الله ليدعوه إلى التوحيد والتفكير في أمره، إلا أن فرعون لم يرضى بذلك وتنكر لرسالة موسى، واتهمه بالسحر وأراد أن يقلّص من شأنه، ولكن الله عز وجل كان مع موسى وحفظه من أعدائه، ومن هنا نتعلم أن لا يوجد من يقاوم أو يتمرد على قضاء الله وأمره.
بعدما رأى فرعون في منامه رؤيا تدل على فتح باب لهلاكه ولشعبه، أمر بقتل المواليد الذكور من بني إسرائيل، وكان يتم قتلهم بمجرد ولادتهم. وعلى الرغم من هذا الظلم والطغيان الذي ارتكبه فرعون، إلا أن بني إسرائيل استمروا في الإيمان بالله وتمسكوا بدينهم. وفي هذا الوقت، ولد موسى عليه السلام، وكان من بين المواليد الذين هُدِدوا بالقتل، لكن والدته استطاعت أن تخفيه وتحميه. وعندما كبر موسى، بعثه الله تعالى كنبي إلى بني إسرائيل لينقذهم من الطغيان والظلم والكبت الذي وجدوا فيه. وبفضل الإيمان والثبات، وبإرادة الله، تمكن موسى من نصرة بني إسرائيل وإنقاذهم من فرعون وجيشه الذي كان يطاردونهم.
يقدم قصة موسى -عليه السلام- في القرآن الكريم تفاصيل عن نسبه وأصوله، فهو ينتمي إلى سلالة يعقوب -عليه السلام- بن إسحاق -عليه السلام- بن إبراهيم -عليه السلام-. وبناءً على فريضة الله تعالى لصيحاب الكهف، حافظ الله تعالى على نسب موسى -عليه السلام- فواصل هذه السلالة في الأجيال. ويعد موسى -عليه السلام- أحد الرسل الذين تميزوا بالذكاء والحكمة، وتم خصاؤه بمراتب الوحي الأعلى، كما أنه كليم الله ومرسل إلى فرعون لتحرير بني إسرائيل من ظلمه. قُدِّمَ هذا الجزء من القصة بعد أن تحدّث النص عن ظلم وطغيان فرعون وحياة موسى -عليه السلام- قريبًا من فرعون في قصره. لذلك، فإن من الضروري فهم نسب موسى -عليه السلام- وعرفانًا بهذه المعلومات المهمة التي تتضمن الكثير من الفوائد.
موسى بن عمران هو نبي الله ورسوله، وهو واحد من أعظم الأنبياء والرسل في الإسلام والتوراة والإنجيل. وقد أرسله الله تعالى إلى بني إسرائيل، الذين كانوا يعانون من الظلم والاضطهاد من قبل فرعون مصر. وبموجب أمر الله، قاد موسى بن عمران شعبه إلى الحرية والإيمان بالله الواحد الحق، ودعاهم إلى العمل الصالح والتقوى. وقد كان لموسى عليه السلام العديد من الأعمال الجليلة، مثل تحطيم الأصنام الباطلة، وجلاء المعجزات، ونزول التوراة عليه. وقد تعرض موسى عليه السلام للكثير من الصعوبات والتحديات خلال مهمته، ولكنه استمر في الدعوة للحق والإصلاح، ونال بذلك محبة الله والناس. وبهذه الصفات العظيمة والأعمال الجليلة، أصبح موسى بن عمران رمزاً للعدل والحكمة والتقوى في التاريخ الإسلامي.
تحتل قصة موسى عليه السلام مكانة كبيرة في القرآن الكريم، فهي تتضمن العديد من المحطات الهامة في حياة هذا النبي العظيم. فقد تم ذكر قصة موسى في عدد من السور، وتم استعراض تفاصيلها بشكل كامل ومفصل. ويمكن القول بأن هذه القصة تتكون من عدة حلقات مترابطة، تتضمن نشأته وترعرعه في قصر فرعون، ومشاجرته مع رجلين، ومغامرته في الصحراء إلى أن وصل إلى بني إسرائيل، وقصص الآيات العظيمة التي اختبرها عندما ذهب إلى الجبل واجتمع مع الله، وقصته مع الخضر، والرحلة العظيمة التي قادها على بعض الأرض المباركة، والعديد من المحطات الأخرى التي ترصد حياة هذا النبي الكريم. وكل هذه الأحداث العظيمة التي ذكرت في القرآن الكريم تعكس نموذجًا وواقعية من الحياة الإنسانية، وتعلم بالتأكيد الكثير من العظمة والقوة والصبر التي يجب على الإنسان أن يتحلى بها في هذه الحياة.
تحظى قصة سيدنا موسى عليه السلام بملكية خاصة بكتاب الله الذي أنزله عليه، فهو نبي الله ورسوله، وأحد المقربين إليه تعالى. استمع الله إلى دعاء موسى عندما كان في مرتبة عالية من التواضع، فاختاره ليكون نبياً لبني إسرائيل وأمره بنشر كلمتهم الصائبة. صحيح أن موسى عانى من المصاعب والآلام بسبب الطغيان والظلم الذي فعله فرعون وأتباعه، ولكنه كان على يقين تام بأن الله الذي وهبه قوة العزيمة والإيمان، هو الناصر المتفرد الذي لا يرد عليه شيء. ومن خلال كتابه العزيز، اجتمعت قصص موسى العظيمة لتذكر المؤمنين في كل زمان ومكان بأن الله يعلم أمور العباد بالعلم الكامل ويلهمهم بالطريق الصحيح. فهو الذي فجر بحراً عظيماً ليمر به موسى وقومه، وأنزل عليه مصحفاً كاملاً لتكون ملكية موسى عليه السلام بكتاب الله هي إشارة لأهمية الذكر والتدبر والتأمل في الآيات القرآنية المتعلقة بحياة النبي الكريم.
لا يوجد إقتباسات حالياً
